ما24 – وكالات
تعد السياسة الخارجية للسيناتور الأمريكي ماركو روبيو واحدة من أبرز المواضيع التي أثارت الجدل في الأوساط السياسية الدولية.
فمنذ دخوله مجلس الشيوخ في عام 2010، سعى روبيو إلى تبني مواقف صارمة فيما يتعلق بالقضايا العالمية، لكن مواقفه شهدت تحولات ملحوظة في السنوات الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالصراع الأوكراني والسياسة الأمريكية تجاه حلفاء وأعداء الولايات المتحدة.
موقفه من الأزمة الأوكرانية
منذ بداية الأزمة الأوكرانية في عام 2014، كانت مواقف ماركو روبيو حادة تجاه روسيا، حيث طالب بفصل البنوك الروسية عن خدمة الدفع الدولي “سويفت” بعد استعادة روسيا شبه جزيرة القرم.
وتكرر هذا المطلب في يناير 2022 قبل بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.
وفي حالة حدوث الهجوم الروسي على أوكرانيا، دعا روبيو إلى فرض عقوبات شخصية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى.
وفي مارس 2022، اقترح مع السيناتور الجمهوري تشاس غراسلي فرض عقوبات شاملة على جميع الشركات المملوكة للدولة الروسية.
لكن في الآونة الأخيرة، بدأ روبيو يُظهر دعماً أكبر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث أشار إلى أن “الحرب الأوكرانية” وصلت إلى طريق مسدود، وأن الحل لا بد أن يكون من خلال المفاوضات.
في المقابلات الأخيرة، أكد روبيو أنه لا يمكن لأوكرانيا أن تعتمد على استعادة جميع الأراضي التي “احتلتها” روسيا، موضحاً أن الحل يجب أن يكون عبر التفاوض. في هذا السياق، أظهر روبيو تراجعاً في مواقفه السابقة، مشيراً إلى أنه بعد تعيينه وزيراً للخارجية في حال فوز ترامب، من المتوقع أن يمارس ضغطاً على كييف للتفاوض مع موسكو وتقديم تنازلات، بما في ذلك التخلي عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
موقفه من إسرائيل
من جهة أخرى، يُعرف ماركو روبيو بدعمه غير المشروط لإسرائيل، وهو موقف أكده مراراً وتكراراً، خاصة بعد اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة في أكتوبر 2023.
روبيو اتهم حركة حماس بالمسؤولية الكاملة عن الهجمات التي استهدفت إسرائيل، مؤكداً أن حماس هي التي تتحمل “100%” من المسؤولية عن الضحايا الفلسطينيين المدنيين.
هذا الموقف يعكس تقاطعًا واضحًا مع سياسات الحكومة الإسرائيلية في مواجهة الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة في غزة.
موقفه من الصين وإيران وكوبا وفنزويلا
بالنسبة لعدد من الدول الأخرى، وخاصة الصين وإيران وكوبا وفنزويلا، كان روبيو دائمًا داعماً لسياسات متشددة.
فبعد انتخابه لمجلس الشيوخ، أظهر اهتماماً كبيراً بمسائل الأمن القومي الأمريكي، وتحذيراته من تصاعد التهديدات العسكرية والاقتصادية من الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا.
في خطاب له في مارس الماضي، حذر روبيو من أن هذه الدول تتعاون بشكل متزايد ضد الولايات المتحدة، مؤكداً أن هدفهم المشترك هو إضعاف الولايات المتحدة وتحالفاتها، وتقويض مكانتها وقدراتها على الساحة الدولية.
هذا، وتظل مواقف ماركو روبيو في السياسة الخارجية مثيرة للجدل؛ فهي تجمع بين القوة والمرونة في آن واحد. حيث يتأرجح موقفه بين الحزم تجاه الأعداء التقليديين للولايات المتحدة، مثل روسيا والصين وإيران، إلى دعوات للتفاوض في القضايا الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية.