ما24- و.م.ع
أبرز سفير جلالة الملك بالصين، عبد القادر الأنصاري، اليوم الثلاثاء12 نونبر 2024، ببكين، الدينامية التي تشهدها العلاقات المغربية- الصينية والآفاق التي تتيحها الشراكة بين البلدين.
وأشار السيد الأنصاري، خلال محاضرة بجامعة “رينمين” في الصين أمام حضور مكون من طلبة وأساتذة وصحفيين، إلى الروابط العميقة التي تجمع بين البلدين منذ عدة قرون، مستحضرا على وجه الخصوص رحلتي ابن بطوطة إلى الصين والرحالة الصيني وانغ دايوان إلى المغرب، وكلتاهما في القرن الرابع عشر.
وأضاف السفير أن هذه العلاقات العريقة تميزت بالدور الرئيسي الذي اضطلع به المغرب كملتقى للطرق التجارية، مما سهل عبور البضائع بين الصين والأسواق الأوروبية والإفريقية، في إطار طريق الحرير.
وسجل أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية سنة 1958، تعززت الشراكة الصينية- المغربية بشكل أكبر على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتضامن.
وأكد السيد الأنصاري أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الصين في ماي 2016 شكلت نقطة تحول حاسمة في إطار هذه الدينامية، مما أسفر عن إرساء شراكة استراتيجية، تلاها سنة 2017 توقيع بروتوكول اتفاق يتعلق بمبادرة الحزام والطريق.
وقال الدبلوماسي إن المغرب، اليوم، يقدم العديد من المزايا للمستثمرين الصينيين، بما في ذلك مناخ الأعمال المواتي والميزة التنافسية المدعومة بموقع جغرافي استراتيجي يمكن من الولوج بشكل سهل إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية الرئيسية.
وأوضح أن المملكة تقترح أيضا إطارا تنظيميا ملائما للمستثمرين الأجانب، يشمل حرية تحويل العائدات والأرباح، بالإضافة إلى أكثر من 100 اتفاقية تهم عدم الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات.
وسجل السيد الأنصاري أن هذا السياق الملائم مكن من تطوير المبادلات الاقتصادية المتنامية في العديد من القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك صناعة السيارات، التي يتموقع فيها المغرب حاليا كأول منتج في إفريقيا، وكذلك قطاع الطيران الذي يشهد نموا ملحوظا بفضل 142 مقاولة تعمل في هذا المجال وصادرات تجاوزت ملياري دولار سنة 2023.
وسجل السفير أن المغرب، وفي إطار استشرافه للمستقبل، ملتزم بشكل قوي بالانتقال الطاقي، حيث يسعى إلى رفع حصة الطاقات المتجددة في ما يخص قدرته الإنتاجية للطاقة الكهربائية إلى أكثر من 52 في المائة بحلول سنة 2030، مما يتيح فرصا استثمارية مهمة أمام الشركات الصينية.
وأشار إلى أن السياحة تعد أيضا محورا واعدا للتعاون المغربي- الصيني، لا سيما بفضل إعفاء السياح الصينيين من التأشيرة منذ سنة 2016، مضيفا أن تنظيم المملكة بشكل مشترك لكأس العالم لكرة القدم سنة 2030 يعزز هذه الآفاق من خلال مجموعة من المشاريع متعددة القطاعات ذات الانعكاسات الاقتصادية المستدامة.
وخلص الدبلوماسي المغربي إلى أن كل هذه العوامل تساهم في تعزيز جاذبية المغرب كوجهة استثمارية للصين، وتمكن الشراكة الاستراتيجية المغربية- الصينية من مواصلة التطور نحو آفاق واعدة، مما يبعث على التفاؤل بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين .
وعلى هامش هذه المحاضرة، تم بحث فرص التعاون الجامعي خلال مباحثات جمعت بين السفير المغربي ونائب الرئيس وعمداء جامعة “رينمين”، خاصة في ما يتعلق باستقبال الطلاب المغاربة في هذه الجامعة الصينية المرموقة وتنظيم أنشطة أكاديمية بين مراكز التفكير التابعة للمؤسسات الجامعية والبحثية في البلدين.
يشار إلى أن جامعة “رينمين” الصينية تأسست سنة 1937، وهي معروفة ببرامجها في العلوم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.