جريدة إلكترونية متجددة على مدار الساعة

استقالات بالجملة تعصف بالمكتب المديري لجمعية حسنية أكادير

Ma24 – ح.فساس

 

تسببت الإستقالة الجماعية لعشرة أعضاء من المكتب المديري للجمعية الرياضية حسنية أكادير،  في إسقاط سيدينو من دفة تسيير الغزالة.

ومع بداية أشغال الجمع العام العادي لموسم 2022/2021 التي احتضنتها قاعة الندوات بملعب أدرار، أعلن الكاتب العام للحضور توصله باستقالات مكتوبة ومصادق عليها من شؤون تسيير الجمعية الرياضية، من كل من السادة ضور وتوفيقي وبوحجرة وأباشو وبيجديكن والمسعودي والبطاح وبيرواين وألحيان وخديم، وليعقبها عملية نزول المستقلين العشرة من المنصة الرئيسية.

ولأن سيدينو كان قد توقع صعوبة تسيير الجلسة في ظل عملية الشد والجذب بينه وبين أعضاء مكتبه المستقيلين وأنصارهم من المنخرطين،  فقد استعان بالمنخرط الأستاذ أيت علا وتكليفه بإدارة أشغال العام ولم يلق تواجد الكاتب العام السابق بالمنصة أي معارضة أو ملاحظة حول الصفة التي جلس بها على يسار سيدينو!!!

خطوة “العشرة” وعلى رأسهم أمين ضور وكيل اللائحة التي كانت تعتزم منافسة سيدينو في آخر جمع انتخابي،  قبل أن يقع توافق بين الطرفين،  قيل وقتها أنه جاء بتوصية من جهات خارج دهاليز النادي السوسي وتوج بتقديم لائحة وحيدة ووزعت المناصب بالتراضي، ( خطوتهم ) بترك سفينة الحسنية في هذه الظروف بالذات التي يعيش فيها الفريق أزمة خانقة على مستوى الحصيلة التقنية وأضحى الكل يطالب برأس المدرب البرازيلي باكيتا وطاقمه، تسببت في تعقيد الأوضاع أكثر مما هي عليه ووضع أوفياء الحسنية أيديهم على قلوبهم خوفا من ممل يضمره المستقبل للممثل الوحيد لنصف المملكة الجنوبي في الدوري الاحترافي.

الإستقالة الجماعية التي اعتبرها المخرط حميد  جريد بأنها مؤامرة دبرت بليل تستهدف كيان الحسنية، جرت معها سيدينو خارج أسوار النادي على اعتبار أن خلفت وراءها حالة شغور، يستلزم معها قانونيا،  الدعوة  لعقد جمع إستثناني وانتخاب مكتب مديري جديد.

تدخلات المنخرطين تراوحت بين التنديد بخطوة  المستقيلين واعتبارهم خونة بتركهم الفريق في مثل هكذا وضعية وأنه وسيناريو محبك يستهدف في الظاهر إسقاط سيدينو المغضوب عليه، ولكن  سيضرب الحسنية في مقتل ويمكن أن يؤدي بالفريق الأول للقسم الثاني وتضرر الفرق السنية، وبين أخرى حيَّت شجاعة المستقيلين وطالبت باحترام رغبتهم بمغادرة مواقع المسؤولية، وبين هذين الإتجاهين برزت أصوات تدعو لتحكيم لغة العقل وتقديم بعض التنازلات من طرفي النزاع لما فيه مصلحة الفريق والتركيز على ضمان مكانته بقسم الصفوة. وكان تدخل الكاتب العام السابق في الثمانينات والتسعينات أكثر  من بليغ لما قال بأنه في نهاية الجمع سيقرأ الجميع الفاتحة ترحما على الحسنية!!

جدول أعمال الجمع العام المتأخر، كان من المفترض فيه  التداول في التقريرين الأدبي والمالي بدون مناقشة ولا تصويت، وذلك على أمل تسوية وضعية الجمعية لملفها القانوني وبالتالي إمكانية استفادتها من منح المؤسسات الداعمة والجامعة، لكن أشغال الجمع ضاعت وسط عدد كبير من نقاط نظام،  حولها البعض لمحاسبة الرئيس وتقريعه بتعداد مساوئ إدارته للجمعية الرياضية،  بطرق تجاوزت في كثير من الأحيان حدود اللباقة والاحترام. وحاول سيدينو الدفاع عن طريقة تدبيره للنادي ونفى عنه تهمة الإستفراد بالقرارات وعدم الرجوع لأعضاء المكتب ولبرلمان الفريق بخصوص الإختيارات الهامة والإستراتيجية، لكن أمام الهجمات المتتالية لخصومه استسلم للأمر الواقع واكتفى بتتبع أشغال بذهول كبير.

وحاول بعض المنخرطين الدفاع عن الرئيس والتذكير بتضحياته خاصة ضخه  ضخه للأموال في خزينة الفريق لكي لا تتوقف عملته كما حملوا  المستقيلين أيضا مسؤولية ما آل إليه الفريق لأنهم دبروا بمعية الرئيس شؤون الجمعية الرياضية في آخر انفاس الموسم الماضي وإلى غاية المباراة الأخيرة ضد بركان.

وبما أن بعض المستقيلين يوجدون أيضا في دواليب المجلس الإداري لشركة الحسنية،  وهي الموكول لها الإشراف على كل ما يتعلق بأمور الفريق الأول الإدارية والمالية والتقنية، فقد طالب بعض المنخرطين باستقالة من يوجد منهم (المستقيلون) في مجلس هذه الهيئة انسجاما مع مبررات انسحابهم وهي كونهم على خلاف عميق مع الرئيس وأنه لا مفر معه من أبغض الحلال، فكيف سيكونون معه على ود ووئام في تسيير الشركة الرياضية وهو رئيس مجلسها الإداري !!!

قيدوم المنخرطين وحكيمهم، الرئيس السابق للحسنية الأستاذ عبدالله أبوالقاسم وفي تدخل حاسم ووجيز أفتى بضرورة تطبيق القانون،  لأن مكتب سيدينو فقد الشرعية وطالب من برلمان الفريق بخلق لجنة مؤقتة،  يعهد إليها بتصريف شؤون الفريق في انتظار عقد جمع استثناني ينتخب فيه مكتب جديد بطريقة قانونية، وأوصى بفك الارتباط بباكيتا في أسرع وقت ممكن والإتصال بالسكتيوي لإنقاذ ما يمكن انقاذه ( إلى بغا ليكم)!.

ورغم حدة التجاذبات وتبادل الإتهامات، تمكن مسير الجلسة من تشكيل لجنة مؤقتة خماسية من مؤسسة المنخرطين وهم أيت علا والكاموس وجوارح وسعيدي والمتوكل، مع تسجيل اعتذار أبوالقاسم للإنضمام إليها رغم إلحاح المنخرطين.  اللجنة المؤقتة ستتكلف بتصريف شؤون الفريق العادية وستهيئ لأشغال العام الاستثنائي وكان أول قرارتها تحديد تاريخ  25 فبراير الحالي موعدا لانعقاده.

وكان الحبيب سيدينو آخر من تناول الكلمة، ليعلن بتأثر كببر عن أسفه على الخاتمة الحزينة التي انتهى بها مساره التدبيري مع الحسنية،  وقال بأنه تعرض لمجزرة ومؤامرة لإسقاطه وتأسف على أن كل ما قدمه للنادي لم يشفع له للخروج من الباب الكبيرة وبشكل مشرف يحفظ كرامته، وختم كلمته بإعلان استقالته أيضا من رئاسة الشركة الرياضية- ما دام قد أبعد من رئاسة الجمعية الرياضية- والقطع نهائيا مع التسيير الرياضي وأنه سيضل رهن إشارة الحسنية كمحب وغيور.

وبعيدا عن لجنة أيت علا وعن مهامها لتحضير الجمع الانتخابي المقبل وتدبير المتطلبات اليومية للفريق الأول ولكافة الفرق السنية،  نتساءل: هل أصبحت الطريق معبدة للائحة ضور ورفاقه لتديبر المرحلة المقبلة؟

وهل سيحظون بمباركة الداعم الأول؟

وكيف سيكون رد فعل الجماهير بعد كل هذه التطورات؟

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.